الصمت...هل فكرتم للحظة ماذا توحي لكم هذه الكلمة ذات الأحرف الثلاثة؟؟...بعضكم سيقول"قل خيرا أو لتصمت" ، و البعض الأخر سيقول" لو كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، ولكن هناك معنا أعمق للصمت معنا بعمق المحيط و اتساعه .
سأتكلم عن صمتي، كنت دائما اردد واستخدم جملة فيها تلك الكلمة ، كنت أقول" سأصمت حتى يقتل الزمن صمتي" ، " و لاتعتبروا صمتي ضعفا" ، ولكن عندما أمعنت بالصمت و جدته أصعب من تلك الكلمات التي رددتها مرارا و تكرارا حتى أصبحت شعاري و عنواني، نعم فقد قتل الصمت نفسي و لم يقتله الزمن ، و قد تحول صمتي إلى ضعف ولم تجد الكلمات نفعا .... صمت كثيرا حتى وصلت إلى مرحلة لا اقتنع فيها بالكلام و لا اعتقد انه يجدي نفعا.. مرحلة تحس فيها كأن كل حرف يخرج من فمك كصخرة تجثم على لسانك و لا تستطيع حراكها تحول معها القلب إلى محطة مقفرة نائية لا تجد فيها من يستخدم قطارها ليركبه... ولماذا العجب؟ وقد تعود هذا القلب على الصمت والكتمان، خاف في يوم من الأيام أن يثقل على احد بالتحدث معه عما يجول فيه حتى نسي نفسه ونسي قصته و لم يعد هو مثل ما كان فقد شاخ وكبر و كثر عليه الغبار....
ولكن أتدرون ما الغريب في الأمر ؟؟ إن هذا القلب الصامت النائي لم يكن يوما قلبا ككل القلوب، هذا القلب أشبه ما يكون بقلب ملائكي كان دائما مصدرا لإسعاد الآخرين و ما زال يصر على إبقاء الابتسامة على وجوه كل من يصادفهم حتى ولو كانوا أقسى الناس و أكثرهم جفاءً ، قلب لطالما ضحّى و ما زال يضحي من اجل الآخرين و إسعادهم و لم يكل أو يملّ من ذلك العمل لان ذلك العمل هوة من يجعله يشعر للحظة بقيمته التي لم يعرفها احد أو عرفوها ونكروها و تخلوا عنها، لذلك آثر البقاء بعيدا يعمل في الخفاء دون أن يشعر به احد لأنه يخاف أن يكسره احدهم مرة أخرى أو يقطفه و ينعم به فتيا ثم يرميه كما يرمي الزهرة بعدما يتنشق عبيرها لتدوس عليها أقدام العابرين الذين لم يلحظوها تنزف على الأرض...هكذا هو الحال.
13-3-2008 4.00 pm
0 التعليقات:
إرسال تعليق